تميل معالجة الكتب المدرسية الاميركية لحرب 1956 ايضاً الى التحيز بل وفقا لأحد الكتب يبدو كأن مصر لم تتعرض لهجوم على الاطلاق، وان كل ما حدث هو ان الحرب قد اشتعلت، ويذكر كتاباً آخر ان عبد الناصر كان يعادي اسرائيل، الامر الذي أثار قلقها ودعاها الى غزو مصر في أواخر العام 1956، وانها هاجمت مصر ايضاً خوفاً على سلامة قناة السويس بعد تأميم مصر لشركتها، وضماناً لاستمرار الملاحة الدولية فيه، ويدعي كتاب آخر ان الحرب قد حدثت بسبب اغلاق عبد الناصر لخليج العقبة ولوضع حد لهجمات الفدائيين الذين كانوا ينطلقون من قواعد مصرية، وبررها كتاب آخر بأن مصر رفضت السماح للسفن الاسرائيلية او لسفن بلدان أخرى تحمل شحنات لإسرائيل بالمرور في قناة السويس فغزت اسرائيل سيناء.
ولا شك ان مثل هذا العرض لحرب 1956 لا بد وان يشعر الطالب الاميركي بالدهشة لتبني الرئيس ايزنهاور وجهة نظر معارضة لاسرائيل واتفاقه مع الاتحاد السوفياتي لإجبار الدول الثلاث الصديقة للولايات المتحدة الاميركية وهي: بريطانيا وفرنسا واسرائيل على سحب قواتها من مصر، ولم يحاول اغلب الكتب عرض وجهة النظر العربية مثل ذكر هجوم اسرائيل على غزة في 28 شباط ـ فبراير ـ 1955، الذي ادى الى مقتل عدد كبير من الجنود المصريين كما لم يتعرض اي كتاب لحقيقة ان هذه الحرب كانت بناءً على تدبير سابق بين اسرائيل وبريطانيا وفرنسا.