من عرض ما تقدمه الكتب المدرسية الاميركية عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي يمكن الوصول الى الاستنتاجات الآتية:
1. ان جميع الدراسات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبالصراع العربي الاسرائيلي موالية لإسرائيل بشكل صريح وسافر، ولا يمكن اعتبار أياً منها موضوعياً، او يعرض وجهة النظر العربية بشكل علمي غير متحيز.
2. من حيث المساحة المخصصة لمعالجة اسرائيل والبلاد العربية في هذه الكتب عادة ما يخصص للدول العربية كلها، فأحد الكتب المدرسية للصف السادس يخصص صفحتين ونصف الصفحة مرفقة بتسع صور حديثة لإسرائيل، في حين يخصص للسعودية ثلثي صفحة، وللعراق ربع صفحة، كما تلعب الصور التي تتضمنها هذه الكتب دورا مهما في تأكيد انطباعات ورؤى معينة، وتوصلت احدى الدراسات نتيجة تحليل 18 كتابا بهذا الصدد الى ان هناك 202 صورة عن العالم العربي يركز معظمها على المساكن الريفية، والواحات، والبدو، وقوافل الجمال، اما الصور الخاصة بإسرائيل فتركز على التقدم والحضارة الحديثة.
3. عادة ما تقترح الاسئلة التي ترد في نهاية كل جزء ان يكتب الطلبة تقارير ترتكز على معلومات مستقاة من وسائل الاعلام، ولما كانت هذه الوسائل متحيزة لإسرائيل ومعبرة عن وجهات نظرها فإن هذه الاسئلة والتقارير التي يكتبها الطلبة تميل الى قبول وجهات النظر الاسرائيلية.
4. ان معظم مكتبات المدارس الابتدائية والثانوية تمتلك مراجع اضافية عن اسرائيل، اكثر مما لديها عن العرب، علاوة على ان هذه الكتب وضعت بواسطة مؤلفين يتعاطفون مع اسرائيل، على سبيل المثال في ولاية كاليفورنيا وجد الباحث خمسة كتب عن اسرائيل وحدها، وكتابين فقط عن الشرق الاوسط بعامة. ويتيح هذا الوضع للمدرسين ان يتعلموا المزيد عن اسرائيل، كما يشجع الطلبة على اختيار اسرائيل كموضوع لتقاريرهم وبحوثهم الدراسية.
5. تتغاضى معظم الكتب المدرسية الاميركية عن الحق الشرعي للفلسطينيين، وتستعمل بعض الكتب عن عمد كلمة عربي بدلا من فلسطيني، لكي تعطي الانطباع بأن الصراع بين الاسرائيليين وكل العرب، كما انها لا تبرز قضية الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم.
6. بصفة عامة تكرس الكتب صورة سلبية عن العرب باعتبارهم قوما متخلفين، وانهم سبب الصراع في المنطقة، بينما تذكر اسرائيل واليهود بكثير من الاعجاب والتمجيد، وتشير الى ما قاساه اليهود على يد هتلر وان اسرائيل قامت كنتيجة لقرار الأمم المتحدة، وتتجاهل ان إسرائيل طردت الفلسطينيين من أراضيهم، وانها توسعت على حساب الدول المجاورة، وانها لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، وانه لا توجد دولة في العالم ادينت مرات عدة بواسطة اجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة مثل اسرائيل، ربما باستثناء جنوب أفريقيا السابقة.
7. ان تناول الكتب المدرسية الاميركية للموضوع يميل الى اصدار الاحكام الاخلاقية وإلقاء اللوم، ومن ثم فإنه لا يساعد الطالب على فهم القضية الفلسطينية بشكل موضوعي، وذلك بعدم وصف الاسباب الموضوعية لها والجذور التاريخية للصراع، وهكذا فإن هذه الكتب تنقل للطلبة "وجهة نظر" حول القضية بدل ان تقدم عرضاً للأحوال والجذور التاريخية لها، وتترك للطالب بعد ذلك الحرية في اختيار وجهة النظر الخاصة به.
8. ان هذا المنهج غير العلمي في ما يتعلق بتناول القضية الفلسطينية لا يقتصر في الحقيقة على هذه القضية فحسب، وانما يمتد ليشكل كيفية تناول تاريخ المنطقة، والاسلام، والاوضاع المعاصرة وابعادها الاقتصادية والاجتماعية. ففي كل هذه الموضوعات توجد اخطاء علمية، وعدم دقة في البحث، بالاضافة الى التحيز وعرض وجهة نظر واحدة بصددها.