موضوع: فلسطين القضية أعطت لغيرها أكثر مما أخذت الخميس مارس 06, 2008 8:34 am
الحيرة والذهول ومشاعر الألم والغضب، تظهر الإنتفاضة بل القضية الفلسطينية كمن يقدم للعرب ثماراً مجانية ضائعة في زحمة الأحداث. ينظر بعض المثقفين للقضية الفلسطينية كما لو أنها بوابة لعدم استقرار النظام السياسي العربي، بغض النظر عن كنهه وقيمة استقراره، فقد استخدمت مبرراً لقيام الإنقلابات العسكرية، ابتداءً من انقلاب حسني الزعيم، أول انقلاب عربي في سوريا، مروراً بانقلاب عبد الناصر في مصر وعبد الكريم قاسم في العراق، والقذافي في ليبيا، وعدد غير قليل من الإنقلابات العسكرية الفاشلة في السعودية والأردن ودول عربية أخرى.
والقضية الفلسطينية أيضاً، نظر اليها من زاوية المولـّـد للإنقسام العربي وللخلافات بين الحكام العرب، وسبباً للإنفاق العسكري الذي لم تظهر له فائدة في يوم ما، وغطاءً للقمع والديكتاتورية السائدة في كل قطر عربي لكل القوى الحية المطالبة بالتغيير والديمقراطية والحرية. أكثر من هذا فإن القضية الفلسطينية متهمة بأن وجودها يعطل الوحدة العربية، أو الإسلامية!
ولذا.. وجد بعض المغشوشين، أن إنهاء القضية الفلسطينية، وبأي شكل كان (عدا التحرير طبعاً) سيؤدي الى المزيد من الديمقراطية، والى توفير الموارد للتنمية، وتخفيف وطأة الكلاب البوليسية العربية، بل والى تنافس بين النظم العربية في فعل الخير والإنشغال بالبناء بدل توجيه الشتائم الى بعضهم البعض بالخيانة والعمالة.
هذا هو المنظار السلبي لتأثيرات القضية الفلسطينية على المواطن العربي عموماً.
ولكن..
ينبغي التساؤل ماذا لو لم تكن هناك قضية فلسطينية؟ هل كانت أعلام الديمقراطية سترفرف على كل بيت عربي، وهل سيصبح كل مواطن عربي إمبراطوراً صغيراً يتربع على شركة عابرة للقارات في حين أنه الآن يستجدي قوته اليومي، وهل نتوقع أن الوحدة العربية قد تحققت في دولة الثلاثمائة مليون، وهل .. وهل؟
الحقيقة ان قضية فلسطين، رغم خسائرها الفادحة على شعب فلسطين وشعوب العالم العربي، حافظت على ما تبقى من ضمير لدى العرب، وأيقظت جذوة الشعور بالحاجة الى الوحدة، وعرّت النظام العربي وكشفت سوءاته، ووحدتنا جميعاً ولو بالمشاعر بالهدف الواحد والقضية الواحدة والإنتماء المشترك. بدون طهرها وقداستها، نضيع كما ضاعت أمم في الزمن الحاضر وليس الماضي فحسب، ونذل كما ذلّ آخرون ومحوا من الوجود، اومسخوا ثقافياً وأخلاقياً. إنها القضية التي الى أعادتنا الى الله، والى كتابه، والى تاريخنا الذي كاد أن يضيع، وثقافتنا وأصالتنا التي يراد لها أن تستباح.
اليوم نحن نختلف على كل شيء، إلا على عروبة وإسلامية فلسطين وشعب فلسطين.
اليوم ثبت أنه لم يحرّك فينا الحس بالجهاد والمقاومة للإستعمار وأدواته من أنظمة وعملاء ومن ورائهم الصهاينة إلا طهر القضية الفلسطينية وقداستها.
صمتنا على ديكتاتورية الأنظمة، وعلى تحويلهم حياتنا الى جحيم، طمعاً في نصر، وأملاً في مستقبل قد يأتي على أيديهم. ولكننا ننهض اليوم في وجوههم قبل غيرهم، تحرّكنا مشاعر الحزن والغضب على فشلهم وجبنهم وتآمرهم، ليس علينا فحسب، ولكن على قضيتنا التي خدعونا بالدفاع المزعوم عنها.
ها هي الشعوب العربية والإسلامية تنطلق الى الشوارع، وهي تعلم أنها لا تغالط نفسها كما كانت تفعل، بعد أن رأت أنظمتها وقادتها جهاراً نهاراً وهي في أدنى الأحوال خائرة، وفي أقصاها خائنة. قد تسكت على الضيم الذي لحق بها منهم، ولكنها تنقلب اليوم عليهم بعد أن أوضحت لهم بوصلة القدس والأقصى أن أولئك القادة ليسوا جديرين بحكمها ولا جديرين بالدفاع عن مقدساتها.
لقد أرادت الأنظمة أن تغطي سوءاتها بقضية فلسطين كيما تستمر في عروشها، فجاءت انتفاضة الأقصى لتزيل نهائياً ما تبقى من ورق التوت المغطي لسوءاتها، وسود وجوه القائمين عليها.
كان يقال في الخمسينات والستينات الميلادية، أن تحرير فلسطين لا بد أن يمرّ عبر العواصم العربية، وعلى أشلاء النظم العربية خلفاء سايكس بيكو. وغابت هذه النغمة لأنها في الأكثر صدرت من طامعين في السلطة لا في التحرير، وكانت الشعوب العربية يومها مخدوعة مغيّبة. والآن وبدون كلام، تنزل الجماهير العربية الى الشوارع (النخب السلطوية تسميهم غوغاء!) وهي تعلم أن حكامها يشكلون العقبة الكبرى أمام انطلاقتها وتحركها وأمام دعم قضية فلسطين وتحرير الأقصى.
إن الإحتجاجات الشعبية الواسعة، بقدر ما تعبّر عن دعم للإنتفاضة أمام الهجمة الصهيونية، تعلن تحدياً صارخاً لأنظمة الجور العربية الماسكة بخناقها، فتحرر فلسطين مربوط شئنا أم أبينا بطبيعة النظام العربي السياسي، فاقد المصداقية والشرعية. لا عجب إذن في سبيل المحافظة على كراسي الحكم أن يخرس القادة (!!) عن الكلام، ويبلع من يجيد فيهم القراءة خطبهم، ويظهروا عنترياتهم ضد المتظاهرين من أجل فلسطين، بالغازات الخانقة وعصي قوات الشغب ومصفحات الإعتقال وخراطيم الماء الحار.
النظام العربي الذي لا يسمح للمتظاهرين بأن يتعاطفوا مع إخوتهم في العروبة والدين، كيف يؤتمنون أو يسمحون للشعب العربي بأن يقاتل في سبيل قضيته.
نعم.. إن حياة الأنظمة العربية رهينة بقضية فلسطين، وتحرر الشعوب العربية رهين بتحرر شعب فلسطين، وكرامة العرب من كرامة فلسطين وأهل فلسطين. بدون فلسطين لن تكون لشعب عربي حرية ولا كرامة ولا عيش كريم مثل بني البشر ولا تطور أو تقدم ولا حكومة منتخبة ولا وحدة عربية أو إسلامية.
فلنقاتل من أجل فلسطين بما قدمته لنا من رؤية وإرادة وقدرة فائقة على الحشد، وروح معنوية عالية، وهدفاً واضحاً لا يخطؤه أي شريف.
eyadmoon .
عدد الرسائل : 213 العمر : 38 sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">منتديات النجم احمد السقا ترحب بكم </marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --> تاريخ التسجيل : 04/01/2008
موضوع: رد: فلسطين القضية أعطت لغيرها أكثر مما أخذت الخميس مارس 06, 2008 11:24 pm